بقلم أحمد شهم شريفThis email address is being protected from spam bots, you need Javascript enabled to view it في يوم الأربعاء, 04 فبراير 2009
zoomzoom
على الرغم من أننا "لا نعيش لنأكل"، إلا أن الطعام يشكّل عنصراً رئيساً في حياتنا، فننفق عليه أموالنا، وندقق في اختياره، ونصرف أوقاتًا طويلة في اختيار مكوناته وصنعه ثم تناوله.
ولاريب أنه يحق لنا الاهتمام كثيراً بطعامنا، لأن الغذاء حاجة أساسية للإنسان، فضلاً عن أنه متعة ومكون من مكونات ثقافة الشعوب، ويؤثر مباشرة على مستوى صحتنا.
لكن الأمر المؤسف، أنه مع تقدم الزمن، وترقي الإنسان في الحضارة، وخاصة في العقود الأخيرة، ابتعدنا كثيراً عن الطبيعة والتوازن في اختيار الطعام، وأصبحنا نأكل ما قد يصلح أو لا يصلح لنا متأثرين بكثير من الدعاية والثقافة الاستهلاكية للأطعمة السريعة.
تتمة المقالة في الأسفل ↓
advertisement
وخلال عشرات سنين قليلة بمقياس عمر البشرية ظهر أثر ذلك سريعاً، فانتشرت على نطاق واسع أمراض البدانة والسرطان والجهاز الهضمي، وهو ما دفع المتخصصين في الصحة إلى رفع أصواتهم محذرين ومطالبين الناس بالاهتمام بنوعية ما يأكلونه، والاتجاه إلى الطعام الصحي، بدون أن يحددوا ذلك "الطعام الصحي" بأكثر من الإكثار من الخضار والفواكه.
ولاريب أن كثيراً منا سمع تلك الدعوات من طبيب زاره أو شاهده على التلفاز، ثم انتقل إلى محطة أخرى ليجد إعلانات عن أنواع البيتزا، والمشروبات الغازية والمعلبات، أو طباخًا يقدم أطباقاً تبدو شهية، لكن تحضريها ربما يكون مكلفاً أو يأخذ وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أنها مشبعة بالدهون أو الزيوت أو السكر.
وهكذا يقع الواحد منا في حيص بيص! فهل يستجيب لنصائح الأطباء ويقضي وقته وهو يقضم الجزر والخس وينسى الشكولاته، أم يرضي حاسة الذوق لديه فيتناول ما شاء من أطايب المقليات والحلويات و"عمرو ماحدا يورث"؟!
توجهنا بهمومنا الغذائية هذه إلى خبيرة الغذاء "مونيك باسيا زعرور" التي تقدم برنامجاً تلفازياً يومياً يدعى "صحّي وسريع" على قناة "الآن" الفضائية، لنعرف إذا كنا نستطيع فعلاً أن نعد طعاماً صحياً، ومع ذلك نرضي حاسة ذوقنا بطعام لذيذ وسريع التحضير، وفوق هذا لا ندفع كثيراً مقابله، ودار معها الحوار التالي:
أريبيان بزنس: يسعى برنامجك "صحي وسريع" لمساعدة المشاهد على طبخ طعام "صحي وسريع" فهل نجح في ذلك؟
مونيك: نعم، بالطّبع برنامج صحّي وسريع ساعد الكثيرين على تناول الطعام الصحّي وهذا من خلال ردّة فعل المشاهدين الايجابيّة وآرائهم التي تصلنا من خلال البريد الإلكتروني.
أريبيان بزنس: هل لك أن تذكري لنا بعض الخطوات التي يمكن أن تسهل عمل الأكلات الصحية في المنزل، مع بعض الأمثلة؟
مونيك: أوّلاً، يجب الطهو بطريقة صحيّة أي بدل استعمال الزبدة أوالسمنة يحب استعمال الزيت النباتي ولكن بكميّة معتدلة جدّاً وأيضاً يجب الابتعاد عن القلي و الالتجاء إلى الشوي أو السلق.
وثانياً، لتسهيل وتسريع عمليّة الطهو، أنصح باستخدام طريقة التحضير المسبق، مثل تحضير كميّة كبيرة من اللحمة ووضعها في الثلاّجة لاستعمالها لاحقاً، وهذه الطريقة أستعملها كثيراً في برنامجي وفي كتابي "صحّي وسريع."
لتسهيل وتسريع عمليّة الطهو، أنصح باستخدام طريقة التحضير المسبق، مثل تحضير كميّة كبيرة من اللحمة ووضعها في الثلاّجة لاستعمالها لاحقاً
أريبيان بزنس: فهمنا أنك تعلمين الناس طبخ أكلات صحية وسريعة، لكن هل تنجحين في جعله طعاماً لذيذ المذاق؟
مونيك: نحن نختار الوصفات ونعمل عليها كثيراً ليس فقط لجعلها صحيّة وسريعة وبل نعمل كثيراً على جعل مذاقها لذيذاً من خلال زيادة المطيّبات مثلا، هذا لنشجّع المشاهد على طهو وتناول هذه الأطباق دائماً.
أريبيان بزنس: لماذا اعتدنا على أن الأكلات السريعة –بمعنى آخر الضارة – لها مذاق أطيب من الصحية؟
مونيك: لا شك في أن الدهون وخاصّةً الدهون المهدرجة تعطي مذاقاً لذيذاً وفريداً للطعام. وكذلك فإن مسألة تناول هذه المأكولات السريعة هي مسألة عادة. ولكن عندما ندرك كم أن هذه الأطعمة تضرّ بصحّتنا وتؤذينا، فلن نستمتع بمذاقها بعد الآن.
إن مسألة تناول هذه المأكولات السريعة هي مسألة عادة. ولكن عندما ندرك كم أن هذه الأطعمة تضرّ بصحّتنا وتؤذينا، فلن نستمتع بمذاقها بعد الآن
أريبيان بزنس: هل الأكلات الصحية التي تعدينها اقتصادية في أسعارها؟، فمثلاً اللحوم قليلة الدهن يزيد ثمنها عن التقليدية بمقدار الضعف تقريباً، كما هو حال كل مكونات الأكلات الخاصة بالحمية، فهل لديك حل لمثل تلك المشكلة؟ وهل لديك رسالة معينة للمسؤولين عن ارتفاع تلك الأسعار؟
مونيك: ما تقولونه صحيح مائة بالمائة، ففي هذه الأياّم أن قمنا بمقارنة سعر الشوكولاته بسعر التفّاح أو سعر السلطة بالبطاطا المقليّة، فسنجد أن الأكلات الصحيّة مكلفة أكثر. ولكن هذا صحيح فقط بالمواد النيّئة، بينما الطبخ لا يحتاج أن يكون من النوع المخصص للحمية باستثناء الحليب ومشتقاّته من الأفضل أن تكون قليلة الدسم. فمثلاً، لا نستعمل الزبدة بل الزيت، مع العلم أن الزيت أغلى ولكن نستعمله بكميّة قليلة وهكذا نكون قد وفّرنا كثيراً من التكلفة النهائيّة.
أريبيان بزنس: ما نصائحك البسيطة لعمل حمية صحية وسريع يمكن لربة المنزل اتباعها؟
مونيك: هذا السؤال واسع ومتشعّب جدّاُ وقد تطلّب منّي أكثر من 500 حلقة ومازال لديّ الكثير للتكلّم عنه بما يخصّ هذا الموضوع. فلإيجاد الأجوبة على هذا السؤال، تأكّدوا من مشاهدة برنامجي "صحّي وسريع" يوميّاً.
أريبيان بزنس: في النهاية ماذا تقولين لمن هم من أصحاب الدخل المحدود والذين يرون أن الأكلات السريعة اقتصادية في وقتها وثمنها بالإضافة إلى كونها تتمتع بمذاق جيد عن الأخرى الصحية والمطابقة للمواصفات من وجهة نظركم.
مونيك: صدّقوا ٳنّ صحن فول مدمّس لا يكلّف أبداً وسعره زهيد جدّاً وأيضًا فهو طبق سريع وصحّي مقارنةً مع قطعة ستيك.
ليس بالضروري أن تدفعوا الكثير حتّى يكون طعامكم صحيّاً. فتناول المجدّرة، أو الفاصوليا وغيرها، صحّي جدّاً وغير مكلف أبداً.
ً
.الخ
